في الوضع الراهن
لا غرو أن أولي الأمر في في مصر مسئولون عن تردي حال البلاد و العباد . فما رأينا للآن , أحدا من مفسدي عهد الجور و الظلام و قد أنزل به القصاص العادل , و ما رأينا للآن , أحدا من قتلة الثوار و قد أنزل به القصاص , بل , لقد تركوا أحرارا تلقاء ! , كما و لا زالت الحقوق مضيعة .
و أخرى , ان الثوار , و من أسف , قد اكتنفهم جمهور غفير من سفلة القوم الرعاع . و ما أحرق المجمع العلمي الا أعداء المجتمع هؤلاء . انه لجرم و مأساة أن يضيع تراثنا بيد حفنة من المرضى المندسين في الصفوف , المحسوبين على الثوار .
بيد أننا حذرنا الثوار من قبل من الغلو في الأمر , فهو الذي أدى هذه التداعيات , و الأمة في النهاية هي التي تدفع الثمن . يشهد على ذلك ما نراه من استمرار انحطاط الأمن , و تدهور الاقتصاد , و عجز السياسة داخليا و خارجيا .
ان النوايا الحسنة وحدها لا تكفي , و الثورة ان لم تحكمها المباديء السامية و تبنت الغوغائية بدلا منها , صارت هدما و شتان بين الثورة و الهدم .
لقد أعدم عبد الناصر, و هو في أوج شعبيته , اثنين من عمال كفر الدوار و ما اقترفوا عشر معشار ما يحدث الآن حيث طغت الأهواء
و الميول السادرة .
ان الأمر على هذا النحو, انما يدل على النزق و الطيش و النظرة القاصرة و انعدام الاستراتيجية .
و بنظرة بعيدة في الزمان و المكان , نرى أن الصين الشيوعية , وضعت نصب عينيها تراثها الامبراطوري , بجهد يقف له التاريخ اجلالا , هذا , رغم معاداة ثورتها الشديد للنظام القديم . ثم ان هذه الثورة جعلت من الصين قوة عظمى .
و لقد رأينا شعوبا بعينها تبحث لنفسها عن تاريخ يعزها بين الأمم
و يرفع هامتها , فمالهم في مصر الكنانة يخربون بيوتهم بأيديهم , بل و أكثر من ذلك , يحرقون تراثهم التليد .
ان الحضارة الاسلامية لم تحرق كتابا واحدا أو عقارا , انما انفتحت على الشعوب شرقا وغربا , و قامت بدراسة و ترجمة تراثها ثم أضافت اليه من عقيدتها المتينة و فكرها المتفتح , هذا هو الرقي , فكيف نحن الآن ؟!
صفوة القول , نحن بحاجة الى احياء اسلامي يرقى بالسلوك العام ذوقا و فكرا و عملا .
و صدق الشيخ محمد الغزالي , رحمه الله , اذ قال " في غيبة الشرع كل شيء وارد "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق