الجمعة، 1 فبراير 2013

في المستبد العادل

   إن ظهور الحاكم القوي ذي الوسائل المطلقة ضرورة تاريخية تحتمها الظروف الحرجة التي قد تمر بها أي أمة من الأمم:
  ظهر "ستالين" في الاتحاد السوفييتي ,
  "ماو تسي تونج" في الصين ,
  "مصطفى كمال" في تركيا .
    لقد حفظ هؤلاء الحكام أوطانهم و وقوها العثرات و نصروها, هذه شــــــــهادة التاريخ.
    بيد أن التاريخ نفسه يشهد على "جرائمهم":
 "ستالين" أقام الدولة على أشلاء مليونين من البشــــــر,
 "مــــــاو" أباد ما يقرب من ذلك إبان "الثورة الثقافية",
 "مصطفى كمال" حارب الإسلام باسم التحديث!, فألغى الخلافة !,  وحول مسجد "آيا صوفيا"الشهير إلى متحف !, و ألغى كتاتيب تحفيظ القرآن !, كما قضى على الحروف العربية لبتر أي صلة للأتراك بلغة الإسلام !, ثم ألغى الحجاب !, ثم أبـاح زواج التركيات المسلمات من اليهود و النصارى !.
   لقد شط هؤلاء لا ريب, كما أنهم تغافلوا عن تصحيح نهجهم بعد استقرار الأحوال في بلادهم,
فانهــــــــار "الاتحاد السوفييتي",
و بات نظام "مصطفى كمــــــال", " العلماني البابوي", قاب قوسين أو أدنى لولا الإصلاح الإسلامي الذي قاده "رجب الطيب أردوغان" وصحبه.
  أما النظام الصيني, فقد سارع إلى تغيير جلده, فابتدع ما أسماه "النظام الاشتراكي الحر"!...
   فلنول وجهنا شطر بلد مسلم آخر غير تركيا .."ماليزيا".
   يذكر التاريخ مدى اضطراب هذا البلد بعيد الاستقلال. فكان هناك اضطـــــــــــراب سياسي بلغ الذروة بسعي إقليم "صباح" للاستقلال , و أزمة اقتصادية طاحنة , كما كان هناك توتر اجتماعي عززته الاثنيات المتعصبة, صينية كانت أو هندوســـــــــية أو نصرانية , و التي تبلغ مجتمعة حوالي أربعين بالمائة من تعداد السكان . فلمـــــا ولي الأمر الوزير القوي المستنير الطبيب "مهاتير محمد", حفظه الله, تبنـــــــــــى خطـــــــــة طموحــــــــة متكاملة الأركان , تقوم على الإحياء الإسلامي و لم شـــعث المجتمع و كذا النهوض بالتعليم و الاقتصاد . فآلت البلاد إلى التقدم و الرفاهيــــة و الازدهـــــار على النحو الذي نراه الآن .
   والسؤال الآن أو الأسئلة:
   ما هي "الجرائم" التي ارتكبها حكامنا الشرعيون حتى يثور البعض ,ألأن الحكام تبنوا النهج الإسلامي ؟!
   و لم هذه السكرة التي طمست على عقول البعض منا أو البعض المحســــــــــوب علينا ؟!
   هل يريد هؤلاء الاستقرار و البناء, أم أنهم يريدون الاضطراب و الهـــــــــــــدم ؟
   ثم أين حسن النية فيما يقترفون ؟
   و ما الذي يحول بينهم و بين الإيمان إذ جاءهم الهدى ؟!
   "أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن يمشي سويا على صراط مستقيم".
   و أخيرا , من يردهم إلى حظيرة الإيمان ؟...
   انه الحاكم القوي , المستبد العادل . نعم مستبد, فهناك السفهاء و هناك المنافقون و هناك الضالون و هناك المتربصون و هناك الصائدون في الماء العكر, و كـــــــــل هؤلاء لا يساسون بغير مسلك الاستبداد. فقد تعمدوا ركوب الفوضى الضاربة فـــــي البلاد, فنفخوا في أوار الفتنة وكان أولى بهم, لو خلصت النوايا, أن يخمدوهــــــا أو على الأقل يتجنبوها, لكنهم تعاونوا على الإثم و العدوان. ألا إنهم يبغونها عوجــا, و لقد اشتروا الضلالة بالهدى يريدون أن تشيع الفاحشة ما ظهر منها و ما بطن, فهـم بها يتشبثون و عنها ينافحون.  ولقد عــــــلا صخبهم و زاد حتى ضج منهم العبــاد, أبدعوى الجاهلية يدعون ؟. قاتلهم الله, و لا عدوان إلا على الظالمين.
   لقد تخيلوا فخالـــــــــــوا  !
   خالوا أنهم أصحاب رأي  !
   خالوا أنهم أصحاب كلمة !
   خالوا أنهم أصحاب فكر  !
   خالوا أنهم أصحاب علم  !
   فبئس الرأي رأيهم , و بئس القول قولهم , و بئس الفكر فكرهم , و بئس العلــــم علمهم , ألا فليعلموا أن من غوائل العلم الكذب , هذا إن كانوا حقا علمـــــــــــــاء !.
   و لا يبدو في الأفق أي جدوى من إقناع هؤلاء بالحسنى, فهم إنما يتبعــــــــــــون أهواءهم, و من أضل ممن اتبع هواه؟. ثم إنهم يجادلون بالباطل ليدحضوا به الحق,
و إن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذا أبدا , و ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه و هم يلعبون .
   ألا إن لهم موعدا لن يجدوا من دونه موئلا.
   و قديما قال حكماء العرب, لا فض فوهم, "لا تجادل السفيه حتى لا يخلـــــــــــــط السامعون بينكما".
   و قال عز من قائل "يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا و فـــــي الآخرة و يضل الله الظالمين و يفعل الله ما يشاء".




 



 





          

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق