الأحد، 28 أغسطس 2011

في تدخل الناتو في ليبيا

كان الليبيون يقولون , يحكمنا الشيطان و لا يحكمنا السنوسي , فكان القذافي ! .
و الحقيقة أن القذافي جعل من ليبيا قوة لا يستهان بها , لكنه استخف قومه , فسلك أمورا جد غريبة , بل , و هزلية في بعض الأحيان , ابتداء من تسمية الدولة و الشهور , الى النظرية الثالثة , وحتى الكتاب الأخضر...
ثم ثار الشعب و انتصر , فرفض القذافي الهزيمة , أو لنقل , هزيمة الغرب له . بيد أن
عليه أن يرضخ للأمر الواقع ليحفظ البلاد من المزيد من الدمار و الدماء . فان كان حقا
يحبها , فليؤثرها على نفسه الأمارة , و لينزل على ارادة الشعب , فلا مجال للكبرياء
في ظروف كتلك .
و ليجذر الثوار الفرقة , و ليقدموا مصلحة الشعب , و ليتعظوا مما جرى على
المجاهدين الأفغان , اذ اقتتلوا فذهبت ريحهم .
ثم ان على الثوار ألا يأمنوا بوائق التدخل الأجنبي الخبيث , فان الناتو لم يؤازرهم
انتصارا للحق , كلا , بل انتقاما من القذافي و كيدا له .
ألم تكن دول التحالف تلك تتعامل  معه في مختلف الأصعدة ؟!
ألم يكونوا يستقبلونه بالترحاب على أراضيهم ؟!
ثم , ألم ينزل هو على ابتزازهم  اثر ملابسات لوكربي ؟!
فلم انقلبوا عليه الآن ؟!
ألا ان الله يعلم أنهم لمنافقون لا خير فيهم البته .
و ليذكر الثوار المقولة العربية الشهيرة : " بيدي لا بيد عمرو " ,
و ليذكروا أيضا قول الشاعر : " ما طار طير في السماء و ارتفع الا كما طار وقع " .
وقى الله أمتنا الخالدة شر الفتن و المتربصين , انه على كل شيء قدير .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق